المسيح المنتظر (1)

من هو المسيح المنتظر

المسيح المنتظر (1)

ينتظر يهود العالم مسيحهم المنتظر الذي سيأتي على هيئة ملك وليس على هيئة نبي أو إله ليخلصهم من عذاباتهم أي من شتاتهم في جميع أنحاء العالم ليجمعهم في أرضهم الموعودة - لم تُعرف حدود هذه الأرض الموعودة عبر التاريخ حتى الآن ومساحة هذه الأرض الموعودة لا يعرفها سوى حاخاماتهم - التي وعد الله بها لأبيهم إبراهيم ومن بعده أنبيائهم ورسلهم وحاخاماتهم أيضاً لأن الله ما يزال ينزل على حاخامات اليهود إلى وقتنا هذا حسب زعمهم . وحيال مجيء مسيحهم المنتظر سيقضي على جميع الشعوب التي تقف عابثة في تنفيذ مشروعهم ليعطيهم الأرض الموعودة , وحال إتمام هذا الأمر سيخضع ويسجد اليهود لمسيحهم المنتظر وسيتحولون إلى المسيحية كما يدّعون ويزعمون .


ما نود أن نقوله ليس ما قدمناه وما المقدمة سوى لتتعرف عزيزي القارئ عن جزء من كيفية نظرتهم لمسيحهم المنتظر , لكن ما نريد أن نشير إليه هو المقارنة الصريحة بين المسيح المنتظر عند اليهود وبين عودة المسيح عند كل من المسيحيين والمسلمين , لنعرف ونعي الفارق بين الروايات الثلاث عند أصحاب كل ديانة على حدا . وفي حال اختلاف الروايات الثلاث هذا يعني أن إحدى هذه الروايات صحيحة أو كلها من وحي الخيال , وإذا كانت من وحي الخيال فهذا يعني أن مؤسس ومبدع هذه الرواية هم اليهود لأنهم هم أول ديانة سماوية , ومن جهة أخرى هم من وشوا على السيد المسيح لبيلاطس وأمروا بصلبه وقالوا له دمه علينا وعلى أولادنا , أما أصحاب الديانتين التي تلتها قامت بتحويل هذه الرواية لما يوافق تطلعاتها الأسطورية .


تلتقي الروايات الثلاث بنقطة واحدة هامة جداً جداً وهي أن المسيح الذي سيأتي في آخر الزمان سيظهر بعد ظهور المسيح الدجال وسيقوم المسيح الحقيقي بقتل الدجال وتحرير العالم من العبودية ولكن كل ديانة لها وجهة نظر في هذا التحرير .

قبل البدء بسرد الروايات الثلاث سنوضح الفارق في المعنى اللفظي بين (المسيح المنتظر) عند اليهود و (عودة المسيح) عند أصحاب كل من الديانتين المسيحية والإسلامية .


تعني ( المسيح المنتظر ) عند اليهود أن السيد المسيح لم يأتي بعد وهو سيأتي آخر الزمان ويخلصهم وما السيد المسيح عيسى بن مريم إلا ذلك المسيح الدجال فهم لا يعترفون به على أنه المسيح , بينما عودة المسيح عند كل من المسيحيين والمسلمين تعني أن السيد المسيح أتى وهو عيسى بن مريم لكنه سيعود آخر الزمان ويحرر الناس من العبودية وإن التقتا الروايتان من حيث المضمون ومن حيث الأحداث تقريباً إلا أنهما تختلفان بالهدف فهدف المسيح عند المسيحيين يختلف عن هدف المسيح عند الإسلام .


ليس هدفنا من كتابة هذه المقالات التي سنتناول فيها قضية المسيح المنتظر أو عودة المسيح هو لمعرفة صحتها أو عدمه أو صحة إحداها , وإنما لتعلم عزيزي القارئ التأثيرات السلبية لهذه الروايات على شعوبها من حيث الواقع إن كانت أسطورة وليست حقيقة , لأنها تلغي الواقع التاريخي المعاش وتلغي حقائقه وأحداثه كما تلغي شحذ الهمم من أجل تحقيق تطلعات المستقبل لما يجب أن يكون منتظراً كائناً أسطورياً أزلياً ليحقق له تصورات أسطورية الأمر الذي سيجعل عيون الناس معلقة دوماً على بدايات ونهايات الحياة دون أن يلاحظ ويرى ما حوله من أحداث تجري لا يحمد عقباها وهي تقوده إلى الهلاك .  

م. قصي السعدي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب الشامل لتعليم آلة العود (قصي السعدي)

كتاب الماسونية العالمية (قصي السعدي)